تخطي للذهاب إلى المحتوى

عندما غيّر الذكاء الاصطناعي الطريقة التي أفكر بها في التصميم

8 أكتوبر 2025 بواسطة
ايكو ميديا للتسويق الرقمي, Khaled Taleb
لا توجد تعليقات بعد



المقدمة

‫قضيت سنوات طويلة أعمل في الابتكار والبحث وتصميم المنتجات عبر مجالات متعددة — من التكنولوجيا والاتصالات إلى الطاقة والصحة.‬

‫وخلال كل هذه السنوات، كان منهجي واضحًا: التصميم المتمحور حول المستخدم (User-Centered Design).‬

‫‬

‫هذا الإطار منحنا طريقة عملية لفهم الناس، ورسم احتياجاتهم، وتصميم حلول حقيقية لمشاكلهم.‬

‫لكن عندما بدأت أعمل بعمق على منتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، أدركت شيئًا مفصليًا:‬

‫القواعد القديمة لم تعد تكفي.‬

‫‬

‫لم أكن أبدأ من الصفر، بل كنت أعيد تعلم ما تعلمته — لكن بطريقة مختلفة كليًا.‬

‫كان الأمر أشبه بإتقان مهارة مألوفة… لكنها تعمل بقوانين جديدة.‬

‫قوانين لا تكتفي بـ “فهم المستخدم” — بل تتطلب أن يتحرك النظام نفسه عبر المستخدم.‬

‫‬

‫🔹 من “المستخدم في المركز” إلى “المستخدم كمحرّك”‬

‫‬

‫في التصميم المتمحور حول المستخدم (UCD)، المستخدم مهم، لكن دوره غالبًا محدود في مراحل البحث والاختبار والتغذية الراجعة.‬

‫بمجرد إطلاق المنتج، تنتهي “مرحلة التصميم” حتى إشعار آخر.‬

‫‬

‫لكن في عالم الذكاء الاصطناعي، هذا المفهوم ينهار بالكامل.‬

‫الإطلاق لم يعد نهاية التصميم — بل بدايته الفعلية.‬

‫‬

‫المنتج لا “يعمل” إلا عندما يبدأ الناس في استخدامه.‬

‫كل نقرة، كل تصحيح، كل تفاعل، يعيد تشكيل النظام في الزمن الحقيقي.‬

‫المنتجات لم تعد تخدم المستخدمين فقط؛ إنها تتطور من خلالهم.‬

‫‬

‫🌸 تشبيه جميل: التصميم كزهرة تتفتح‬

‫‬

‫تخيل أن كل منتج مدعوم بالذكاء الاصطناعي هو زهرة مغلقة.‬

‫كل تفاعل من المستخدم — نقرة، سؤال، تعديل — يفتح بتلة جديدة.‬

‫الزهرة لا تتفتح لأن المصمم يغيّر شكلها كل يوم، بل لأن المستخدم يغذيها بالاستخدام.‬

‫‬

‫تمامًا كما يحدث في:‬

‫‬

  • ‫Spotify Discover Weekly: لا تتحسن القوائم لأن المصممين يعدّلونها يدويًا، بل لأنها تتطور بناءً على ذوقك وتفاعلك.‬

‫‬

  • ‫Duolingo: دروسه تتشكل حسب أخطائك وتقدّمك، لا حسب خوارزمية ثابتة.‬

‫‬

  • ‫ChatGPT نفسه: أساسه هندسي، لكن ثراءه نابع من مليارات المحادثات البشرية.‬

‫‬

‫هذا هو جوهر ما أسميه:‬

‫‬

‫التصميم المُدار بالمستخدم (User-Powered Design – UPD).‬

‫‬

‫في UCD، التصميم يُصنع “من أجل المستخدم”.‬

‫في UPD، التصميم “ينمو من خلال المستخدم”.‬

‫‬

‫🔹 فلسفة التصميم المُدار بالمستخدم (UPD)‬

‫‬

‫UPD ليست مجرد تقنية، بل عقلية جديدة لعصر الذكاء الاصطناعي.‬

‫إنها تعني أن المنتج ليس مشروعًا يُطلق، بل نظامًا يعيش ويتنفس ويتطور.‬

‫‬

‫في هذه الفلسفة:‬

‫‬

  • ‫الإطلاق هو البداية، لا النهاية.‬

‫المنتج لا يولد إلا حين يتفاعل الناس معه.‬

‫‬

  • ‫المستخدم ليس مستهلكًا فقط، بل شريكًا في التصميم.‬

‫تفاعلاته تصنع النظام وتغذيه بالمحتوى والسلوكيات.‬

‫‬

  • ‫المنتج لا يخدم المستخدم فقط — بل ينمو بفضله.‬

‫كلما زاد الاستخدام، زاد الذكاء، التخصيص، والمرونة.‬

‫‬

‫يمكننا تشبيهها بالنظام البيئي:‬

‫إذا توقف المستخدمون عن التفاعل، يتوقف النمو.‬

‫أما إن شاركوا بفعالية، يتحول النظام إلى كائن حي يتطور ذاتيًا.‬

‫‬

‫🔹 ماذا يعني هذا لمستقبل المصممين؟‬

‫‬

‫يعني أننا بحاجة إلى التفكير كمدربين للنظام لا كمهندسين لواجهة فقط.‬

‫يجب أن نفهم كيف يتعلم المنتج من المستخدمين، وكيف نحفّز هذا التعلم.‬

‫‬

‫لم تعد رحلة التصميم تنتهي عند “الإطلاق”،‬

‫بل تبدأ من هناك — حيث تبدأ البيانات في رسم القصة الحقيقية.‬

‫‬

‫وهذا يتطلب مصممًا جديدًا:‬

‫مصمم يفهم الذكاء الاصطناعي، ويتعامل معه كزميل، لا كأداة.‬

‫‬

‫🔹 دعوة للتأمل والمشاركة‬

‫‬

‫ما أكتبه هنا ليس نظرية، بل تجربة عشتها على مدار سنوات من تصميم المنتجات الاستراتيجية، حتى واجهت الذكاء الاصطناعي وجهًا لوجه.‬

‫كانت تلك لحظة الإدراك:‬

‫‬

‫”التصميم لم يعد يُدار بالمستخدم فقط، بل يُدار بالمستخدمين أنفسهم.”‬

‫‬

‫هل تشعر أنت أيضًا بهذا التحول في عملك؟‬

‫هل أصبحت ترى أن المنتج لا يُصمَّم “مرة واحدة”، بل “يتشكل باستمرار”؟‬

‫‬

‫شاركنا رؤيتك في التعليقات 👇‬

‫حيث نعيد تعريف الإبداع في زمن الذكاء الاصطناعي.‬

‫‬

‫🔹 اكتشف محتوى Eco Media الكامل هنا‬


اطلب تقييم حسابك اللينكد ان الآن

اطلب التقييم الآن


‫‬

تسجيل الدخول حتى تترك تعليقاً