المقدمة
بدأت الحكاية كنوع من الفضول الطفولي… خليط من السخرية والدهشة والرغبة في اختبار المستقبل بيدي.
كنتُ أتصفّح نقاشات “الذكاء الاصطناعي سيستبدل المصممين”، وراودتني فكرة غريبة:
ماذا لو تركتُ للذكاء الاصطناعي مهمة تصميم تطبيق كامل… من دون أي تعليمات؟
لا Personas، ولا User Flow، ولا Wireframes.
فقط جملة واحدة:
”صمّم تطبيق توصيل طعام للمهنيين المشغولين في الهند.”
وبلمسة زر، بدأت التجربة التي كانت مضحكة، ومربكة، ومفيدة أكثر مما توقعت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠ ثوانٍ تكشف حقيقة الذكاء الاصطناعي
في أقل من الوقت الذي يستغرقه فتح Figma، ظهرت أمامي شاشات Onboarding وHome وCheckout.
للوهلة الأولى بدا الأمر مُتقنًا:
ألوان متناسقة، أزرار واضحة، Illustrations مناسبة.
لكن… تحت السطح؟
المشهد كان مهرجان أخطاء:
• زر الـCTA مكتوب عليه: “Continue Next” — مزيج لغوي لا يعترف بقواعد الكون.
• وقت التوصيل: 12:00 AM – 12:00 AM — زمن لا يبدأ ولا ينتهي.
• شعار التطبيق: ساندويتش يطفو في الفضاء — لماذا؟ لا أحد يعرف.
كان التصميم يبدو وكأنه مشروع طالب مرهق شرب أربعة أكواب قهوة وقرر أن “يخلّص بسرعة”.
عندها أدركت شيئًا عميقًا:
الذكاء الاصطناعي ليس مصممًا. الذكاء الاصطناعي… مرآة.
يعيد تدوير أنماط رآها سابقًا — الجميل منها والمش
ما لم يفهمه الذكاء الاصطناعي: البشر
AI نفّذ المهمة بسرعة، لكنه لم يفهم النفس البشرية.
عندما نصمم، نحن لا نرتّب عناصر على شاشة فقط.
نحن نتوقّع الخوف، التردد، الضغط، الحاجة إلى الطمأنينة.
المهنيون المشغولون لا يريدون مربعات جميلة.
يريدون تطبيقًا يقول لهم:
”اطمئن. طلبك جاهز. واصل يومك.”
AI لا يشعر.
AI لا يخاف أنك ستتأخر على اجتماعك لأن طلبك لم يصل.
لهذا بدا التطبيق… بلا روح.
إصلاح الكارثة: إعادة الإنسانية إلى الواجهة
بدأتُ بإعادة تصميم ما أنشأته الآلة، خطوة بخطوة.
١) إصلاح التدفق
AI أضاف ٦ خطوات فقط لطلب وجبة.
ست خطوات!
اختصرتها إلى ٣ شاشات أساسية:
1. اختر وجبتك
2. خصّص طلبك
3. الدفع + التتبع
التجربة أصبحت “إنسانية” أكثر: واضحة، محسوبة، بلا ضوضاء.
٢) إصلاح اللغة
”Proceed for order confirmation” تحوّلت إلى:
”وجبتك جاهزة تقريبًا — خطوة أخيرة!”
أصبح التطبيق يتحدث، لا يصرخ.
٣) إصلاح الإيقاع البصري
قلّلت التباين الصارخ، أضفت مساحات هادئة، أعدت تنظيم الطبقات.
الأحمر الفاقع استبدلته بخضر هادئ يوحي بالثقة والانتعاش.
AI صنع واجهة تعمل.
أنا صنعت تجربة تُشعر المستخدم بشيء.
إقرأ أيضا : عصر التصميم الذكي: كيف سيعيد الذكاء الاصطناعي تعريف معنى التصميم الجيد في 2026
السر الحقيقي: الإبداع ليس سرعة… الإبداع تفكير
AI مذهل في السرعة، لكنه لا يتوقف ليسأل:
لماذا هذا اللون؟
لماذا هذه الرحلة؟
لماذا هذا السلوك؟
بينما نحن نربط نقاطًا لا يمكن للآلة رؤيتها.
مصمم هندي يعرف أن وقت الغداء فوضوي وأن القرار يجب أن يكون بلمسة واحدة بالإبهام.
لا Dataset يعرف ذلك.
ماذا يعلّمنا الذكاء الاصطناعي عن التصميم؟
بشكل غير مقصود، أعاد AI تعريف دوري كمصمم:
• التصميم الجيد يبدو بسيطًا… لأنه قائم على تفكير عميق.
• التعاطف لا يمكن “تدريبه”.
• الآلة شريك ممتاز — لكنها ليست قائد الرحلة.
AI يساعد في البحث، في توليد عشرات النماذج، في تسريع المهام الروتينية.
لكنّه لا يستطيع تحديد من هو المستخدم… ولا ما يشعر به.
المستقبل ليس AI ضد المصممين… بل AI مع المصممين
لم أعد أخاف من الذكاء الاصطناعي.
أصبحت أتعامل معه كزميل جديد: سريع، دقيق، لا ينام — لكنه بلا إحساس.
دوري الحقيقي كمصمم هو الفهم، السرد، قراءة ما بين السطور.
AI يرسم مربعات.
أنا أصنع معنى.
وهذا — حتى الآن — شيء لا يعرف النموذج كيف ينحتُه.
مع Echo Media
إذا كنت تعمل على تطوير محتوى، منتج رقمي، أو هوية حقيقية لمشروعك، فريق Echo Media جاهز يبني لك إستراتيجية حديثة تحترم الإنسان… وتستخدم التقنية بذكاء.
ارسل لنا مشروعك، ودعنا نعيد صياغته كما يستحق.
تابع مقالات إيكو ميديا من هنا